البطل الاسطوري:
alexander
شاب وسيم..عبقري..يعشق الحروب والقتال شهيته دائما مفتوحة لفتح اراضي جديدة، يعتقد الكثيرون ..وانا معهم..انه لو قدر له العيش اكثر من الثلاثة والثلاثين عاما التي عاشها لكان فاتحا لجميع انحاء العالم القديم لا محالة، بما في ذلك اوربا الغربية وباقي اجزاء اسيا التي تركها مرغما بعد تمرد جنوده..
انه"الاسكندر الاكبر" احد عباقرة العسكرية التاريخ ، بل انه يلقب باعظم مقاتل التاريخ ، فلم يعرف طعم الهزيمة قط رغم كثرة ما خاض من معارك هائلة فتح فيها عشرات البلدان ، وكان حريصا دائما على ان يكون في مقدمة قواته ، ولعل عادته تلك رغم خطورتها على حياته الا انها دفعت كل رجل من رجاله على بذل الى بذل اقصى جهده حتى يكون جديرا بالقتال في صفوف هذا المقاتل العظيم وبالطبع لم تمر هذه المعارك الطاحنة على "الاسكندر الاكبر" مرور الكرام فقد اصيب عشرات الاصابات في مختلف اجزاء جسده ، ولكن ايا منها لم تعقه عن القتال.
ان الحديث عن "الاسكندر الاكبر" يشبه الى حد كبير الحديث عن ابطال الاساطير مع الفارق العظيم بينهما فالاسكندر شخصية واقعية لا جدال في ذلك ، رغم ما يحيط تاريخه من هالة اسطورية براقة ، وما اضيف الى اعماله وسيرته مما يعد من قبيل الخيال ليقربه من ابطال الاساطير الاغريقية ، ولاعجب في الامر فهو اغريقي الاصل ، نشأ في تلك البلاد صاحبة الاساطير الخالدة التي يعرفها العالم جيدا ، فمن لا يعرف زيوس رب الارباب و هرقل وغيرهما ؟
ولكن لا يستطيع احد ان ينكر وجود "الاسكندر" الذي خلف اثار كثيرة وتماثيل رائعة وسجلت سيرته وغزواته في عديد من البلدان بلغتها الاصلية.
ومن اهم النقاط التي اثارت الجدل قديما ادعاء البعض بان "الاسكندر الاكبر" هو نفسه "ذو القرنين" الذي ورد ذكره في القران الكريم ، ولاكن لايستطيع احد ان يجزم بذلك ، وربما كن من اسباب الادعاء العثور على بعض تامثيل "الاسكندر"وهو يرتدي خوذة ذات قرنين ، وهو سبب واه كما نرى لايثبت وحده هذا الادعاء الذي لايعلمه الا الله وحده.
فتوحات بلا حدود:
ان"الاسكندر الاكبر" يعتبر بحق من اعظم شخصيات العالم القديم ، وقد اثار حيرت العالم طوال عشرات القرون للعديد من الاسباب منه عبقريته الفذة ونظرته الثاقبة التي لم تقتصر على ماحوله فقط بل تعدتها الى ما وراء الافق ، ويستحق الاسكندر كل تقدير واحترام على ذلك ، فقد عاش في عصر لم يعرف الاقمار الصناعية ولا شبكات الاخبار ورغم ذلك قاد جيوشه لغزو مختلف بقاع العالم الذي كان يحلم بان يكون حاكمه الاوحد فيالها من رغبة ويالها من طموح!!
في سنة 310 قبل الميلاد قتل "فيلب المقدوني" والد "الاسكندر الاكبر" عن عمر يناهز السادسة والاربعين فقط ، وقد نجح فيليب في غزو عدد من الممالك الصغيرة وضمها الى مملكته، وكان يحلم بغزو مملكت الفرس التي كانت اغنى واكبر مملكه امبراطورية في العالم في ذلك الوقت ولكنه قتل قبل يحقق حلمه .
في هذه الاثناء كان "الاسكندر الاكبر" ، في نحو العشرين من عمره ، وقد ورث عنن ابيه طموحة بل تفوق عليه في اتساع طموحاته ، فلم يحلم بغزو الامبراطورية الفارسية فقط بل ان احلامه كانت اكثر من ذلك كثيرا..بالاضافة الطموح الكبير الذي ورثه "الاسكندر الاكبر" عن والده "فيلب" فقد ورث عنه البراعة العسكرية وموهبته الزعامة والقيادية ، وان "الاسكندر الاكبر" يعتبر من الزعماء العظام اصحاب الشخصيات الساحرة المسيطرة التي تمتلك الافئدة وتسلب العقول.
فقد كان خطيبا بليغا لديه من قوة الحجج وروعة الاسلوب ما يقنع اصحاب الرؤوس الصلبة فما بالك بالجنود العاديين و الافراد البسطاء من عامة الشعب؟! ويرجع الفضل في ذلك الى الفيلسوف العظيم "ارسطو" الذي تولى تثقيف وتعليم "الاسكندر".
بعد ان تمكن "الاسكندر" من سحق انتفاضة الشعوب الاغريقية الخاضعة لسلطانه بدأ بخوض معركته الكبرى بغزو بلاد فارس التي كانت تسيطر على منطقة شاسعة من العالم القديم تمتد من البحر الابيض الى بلاد الهند ، وفي هذه الحملة اذهل الاسكندر الجميع!!
فقد اقدم على غزو اقوى امبراطوريات العالم بجيش لم يتجاوز عدده اربعة وثلاثين الف مقاتل فقط ، وكان هذا العدد ضئيلا جدا في حملة كهذه ، ولكن الاسكندر قام باختيار كل فرد من افراد جيشه بعناية فائقة كما احسن في تدريب جيوشه وغرس العقيدة القتالية في نفوسهم ، كما ان الجنود كانوا يرون في الاسكندر مثلا اعلى وقائدا ملهما وبطلا لا يشق له غبار ، وكانوا على حق في ايمانهم بعبقرية "الاسكندر"وشجاعته النادرة.
وقد اثبت "الاسكندر الاكبر" خلال المعارك التي خاضها في بلاد فارس انه حقا كان اعظم مقاتل في التاريخ ، فلم يخسر معركة واحدة في هذه البلاد رغم كثرة المهارك التي خاضها.
وبعد ان استولت جيوش "الاسكندر"على حوالي نصف الامبراطورية الفارسية ارسل اليه امبراطور فارس يعرض عليه الصلح مقابل ان يتنازل له عن نصف الامبراطورية التي قام بفتحها ولكن"الاسكندر" رفض ذلك رفضا قطعيا وواصل زحفه حتى تمكن من اخضاع الامبراطورية الفارسية الشاسعة بالكامل ، وكان وقتها لا يتجاوز السادسة والعشرين من عمره!!
هذه الصورة تبين عظمة الاسكندر وما فتحه من بلدان عظيمة
الكفاءة القتالية والارادية:
لم تقف براعة الاسكندر في النواحي القتالية والعسكرية والاستراتيجية فقط بل تعدتها الى النواحي الادارية ، فبعد ان تمكن الاسكندر من اخضاع الامبراطورية الفارسية بالكامل اخذ ينظم امبراطوريته الشاسعة تنظيما شاملا، وكان يدرك جيدا ان كثرة الفتوحات مع اهمال تنظيم البلاد التي تم فتحها سوف ياتي بنتيجة عسكرية تماما وتضيع كل مكاسبه.
لم تتوقف فتوحات "الاسكندر" عند غزو بلاد فارس والاستيلاء عليها بل واصل فتوحاته حيث فتح بلاد افغانستان وضم شرق الهند الى مملكته الشاسعة، وكان يتهيا لضم غرب الهند ولكن جنوده رفضوا الاستمرار في القتال والتقدم لابعد من ذلك، فقد ارهقهم القتال المتواصل لسنوات متتالية، لولا ذلك لضم الاسكندر باقي انحاء قارة اسيا.
وكان الاسكندر قد فتح مصر خلال حملته الكبرى على فارس وضمها اليه بدون قتال ، وقضى بها بعض الوقت وقد تم تتويجه فرعونا على البلاد ورسمه الكهنة الها ايضا ، وهناك عدد من الرسوم المنقوشه فوق جدران المعابد المصرية تسجل هذه الاحداث الهامة.
وكان الاسكندر قد خططا لغزو باقي انحاء العالم ولكن موته المبكر قلبت الامور راسا على عقب.
القبر المجهول:
في سنة323 ق.م وحينما كان "الاسكندر الاكبر" في نحو الثالثة والثلاثين من عمره فقط اصيب بالحمى وتوفي بعد ذلك بعشرة ايام وكان في هذه الاثناء في بلاد "بابل"
ولما كان الاسكندر لم يتخلف على امبراطوريته من يقوم بامورها ويحل محله فان الامبراطورية الشاسعة تفككت واقتسمها قواده العسكريون فيما بينهم ، اما الموضع الذي دفن فيه "الاسكندر" فقد اختلف المؤرخون في تحديده اختلافا عظيما، وجرت مئات المحاولات في العصر الحديث للعثور على هذا القبر ولكن لم يكتب لاحدها النجاح حتى الان،ويميل كثير من علماء الحفريات الى الاعتقاد بان "الاسكندر" قد دفن في مصر وبصفة خاصة في مدينة الاسكندرية، التي شيدها خلال فتحه لمصر ، ولن الحفريات التي اجريت حتى الان في مدينة الاسكندرية لم تؤد للكشف عن القبر المنشود ، ومن يدري فؤبما يتم العثور عليه في يوم ما ...وحتى يجيء هذا اليوم فسيظل "الاسكندر الاكبر"، لغزا محيرا للعالم حيا وميتا!!