فيما يشبه اطروحات الخيال العلمي توقع المئات من خبراء التكنولوجيا وعلماء الذكاء الاصطناعي أن تنجح الآلات في التفوق على ذكاء البشر خلال فترة قصيرة، قد يتبعها تطوير معالجات إلكترونية فائقة السرعة قابلة للزرع داخل الأدمغة البشرية، لتحفيزها على معالجة المعضلات المطروحة بسرعة أجهزة الكومبيوتر الحديثة. بحسب الـ(CNN).
وقال العلماء الذين يعمل معظمهم في شركات إلكترونية عالمية تتخذ من "وادي السيليكون" الشهير في الولايات المتحدة مقراً لها، في ختام اجتماع ، إن المستقبل سيشهد ظاهرة أجهزة الكومبيوتر القادرة على إجراء برمجة ذاتية، محذرين بأن ذلك قد ينذر بوصول البشرية إلى منعطف جديد في تاريخها.
وطالب الخبراء، الذين التقوا ضمن منتدى حمل عنوان "الفرادة: الذكاء الاصطناعي ومستقبل البشرية،" بوضع معايير أخلاقية تضمن تطويع التكنولوجيا الحديثة لخدمة البشرية، وتُجنّب الناس المحاذير الجانبية التي قد تنجم عنها.
وجاء التحذير الأوضح في هذا الإطار على لسان رودني بروكس، وهو أخصائي هندسة الروبوتات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذي قال: لقد تغيرنا وتغيّر عالمنا إلى الأبد.. فيما يتعلق بأجهزة الكومبيوتر، فإن سؤال الهوية، نحن وهم، سيتغيّر إلى الأبد.
وبرز في المؤتمر حمله عنوان "الفرادة" وهي نقطة افتراضية يعتقد أنها موجودة في أعماق الثقوب السوداء الممتدة في الفضاء الخارجي، حيث تنعدم قوانين الفيزياء وتفقد المسلمات العلمية صحتها.
وأشرف على عقد المنتدى إليزير يادوكوفسكي، مؤسس معهد "الفرادة للذكاء الاصطناعي" الذي يعتبر أن أبرز مهماته التصدي للمخترعين الذين يرغبون بتطوير ذكاء اصطناعي شرير يهدد العرق البشري، وفقاً لأسوشيتد برس.
وفي هذا السياق قال يادوكوفسكي خلال المؤتمر: التكنولوجيا تتقدم بسرعة، ومن المتوقع أن تنجح في بلوغ نقطة تصبح معها قادرة على تكوين ذكاء اصطناعي، وينبغي علينا ألا نقفل أعيننا ونرفض التفكير بما سيحدث في هذه اللحظة لمجرد أننا لا نستطيع تحديد متى سيحدث ذلك.
وقد سبق للمعهد الذي يرأسه يادوكوفسكي أن أطلق تحذيراً عاماً، توقع خلاله أن تنجح الآلات في تطوير برمجة ذاتية بحلول العام 2029.
وذكّر العلماء خلال المؤتمر بما سبق أن توقعه غوردون مور، أحد مؤسسي شركة "انتل" للبرمجيات، عام 1965 الذي رجح أن يتم مضاعفة عدد المعالجات الإلكترونية التي تحملها الشرائح الإلكترونية بمعدل الضعف كل عامين.
وقالوا إن هذه النبوءة التي باتت واقعاً محسوساً هذه الأيام تشكل المثال الأبرز لما يهدد البشر الذين حققوا حضارتهم الحديثة بفضل نمو حجم أدمغتهم بمقدار ثلاثة مرات فقط مقارنة بأدمغة أجدادهم البدائية منذ عشرات آلاف السنين.